مصر: قتلى وجرحى في ميدان التحرير والجيش يتّهم فلول "الوطني"
المستقبل - الاحد 10 نيسان 2011 - العدد 3965 - الصفحة الأولى - صفحة 1
القاهرة ـ رامي ابراهيم
اتهم المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر فلول الحزب "الوطني" بتحريض متظاهرين ضده، وحمّل القيادي البارز والمقرب من جمال مبارك نجل الرئيس السابق، ابراهيم كامل وثلاثة من اتباعه المسؤولية عن تنظيم اعتصام في ميدان التحرير مساء الجمعة مما ادى الى اقتحام قوات الجيش الميدان واستخدام القوة ما اسفر عن مقتل شخص واحد على الاقل واصابة عشرات.
وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة امس، إنه سيجلي المحتجين من ميدان التحرير وسط القاهرة "بحزم وقوة" للسماح بعودة الحياة إلى طبيعتها.
وأعلنت وزارة الصحة عن حالة وفاة واحدة وإصابة 71 آخرين في أحداث الشغب التي وقعت فجر أمس في ميدان التحرير. واتهم معتصمون وشهود قوات الجيش باستخدام الرصاص الحي في تفريق المعتصمين، ومحاولة القبض على بعض الضباط ممن شاركوا في تظاهرات الجمعة، ووصفت قوى شباب الثورة الحادث بانه كان محاولة للوقيعة بين الجيش والشعب.
وأمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بضبط وإحضار رجل الأعمال، والقيادي السابق في الحزب "الوطني" إبراهيم كامل الذي وردت معلومات تؤكد تورطه في القيام بأعمال تحريض وبلطجة من بعض أتباعه وإثارة الجماهير في ميدان التحرير.
وأكد المجلس الأعلى أنه "سوف يستمر بكل حسم وقوة وراء فلول النظام السابق والحزب الوطني"، كما أكد أيضا أن القوات المسلحة "سوف تظل دائما درعا قويا متماسكا يحمي ويذود عن البلاد وضامنا لأمن واستقرار وسلام طموحات شعب مصر العظيم".
وأصدر المجلس الأعلى بيانا أكد فيه تطبيقه القانون بكل حزم للحفاظ على سلامة المواطن، واتهم من أسماهم "عناصر من الخارجين على القانون بميدان التحرير بعد تظاهرة الجمعة للمواطنين الشرفاء" بالقيام بأعمال شغب وترويع للمواطنين وعدم الالتزام بتوقيتات حظر التجوال.
وقام المعتصمون بعد عودتهم الى الميدان بإحراق سيارتي جيش وإغلاق الميدان بواسطة أسلاك شائكة وقاموا أيضا بإغلاق مجمع التحرير حيث توقفت الحركة المرورية تماما، واكتفت قوات الجيش بالتواجد على أطراف الميدان.
وعقد ائتلاف القوى الوطنية مؤتمرا صحافيا في مقر نقابة الصحافيين أمس بعد اجتماع عاجل عقدته تلك القوى لدراسة الموقف عقب أحداث التحرير. وأعلن جورج إسحاق عضو الائتلاف، ومنسق حركة "كفاية" بيان ائتلاف القوى الوطنية الذي حذر من الوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة حمت الثورة منذ أول لحظة، ودعا الشعب المصري إلى التصدي لتلك المحاولات، كما دعا القوات المسلحة إلى ضرورة الحفاظ على تماسكها باعتبارها العمود الفقري للدولة، مطالبا أفراد القوات المسلحة بالحفاظ على سلمية الثورة بالبقاء في ثكناتهم.
وأكدت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية، أن جميع القوى السياسية التي تنضوي تحت لوائها، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين وائتلاف شباب الثورة، لم تطلب من أنصارها الاعتصام في ميدان التحرير عقب انتهاء فعاليات "جمعة التطهير والمحاكمة". ودان المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" محمد بديع في بيان له أمس محاولات الوقيعة بين القوات المسلحة والشعب، مضيفا أن هناك من يسعى لذلك من فلول النظام البائد وبعض المتحمسين الذين لا يقدرون المواقف ولا العواقب.
واستنكرت حركة شباب "6 أبريل" الاعتداء على بعض معتصمي ميدان التحرير، مؤكدة أن غالبية المتظاهرين المدنيين هم من أبناء ثورة 25 يناير، ومن بينهم ناشطون سياسيون معروفون وفقا لأسماء المعتقلين والمصابين.
في غضون ذلك، طالب زعيم الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي على صفحته على موقع "تويتر" أمس بتدعيم الثقة بين الشعب والجيش، واعتبرها "خطا أحمر للحفاظ على الوطن"، مؤكدا أن الحوار هو البديل الوحيد، وأن ما حدث أمس في ميدان التحرير "مشهد يدمي القلوب"، فيما استنكرت "الدعوة السلفية" محاولة بعض الفئات فرض واقع على الأرض، ومحاولة قفزها فوق إرادة الشعب المصري، وإرادة السواد الأعظم مِن شباب الثورة ودعت إلى فض الاعتصام فورًا.
وأعلنت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، أن الثورة تعرضت فى "جمعة المحاكمة والتطهير" إلى مؤامرة ومحاولة إجهاض وتشويه من قبل عناصر الثورة المضادة التابعين لبعض رموز الحزب الوطني وقياداته الفاسدة التي لا تزال تعبث بمصر وشعبها.
وأشارت اللجنة، التى تضم ثماني قوى وتحالفات هي ائتلاف شباب الثورة والإخوان المسلمون والجمعية الوطنية للتغيير ومجلس أمناء الثورة وتحالف ثورة مصر وائتلاف مصر الحرة وحركة شباب 25 يناير، والأكاديميون المستقلون، إلى قيام بعض هذه الجماعات بالهجوم على المنصة الرئيسية وافتعال الشجار والصدام مع القائمين عليها، وحاولوا في البداية منع ترديد هتافات "الجيش والشعب إيد واحدة" ثم حاولوا منع خطيب الجمعة صفوت حجازي من إلقاء خطبة الجمعة، وهددوا بالاعتداء عليه إذا صعد الى المنصة.
ورغم محاولات استيعابهم ومنعهم من إفساد الفعاليات، قاموا باحتلال المنصة ومنع المتحدثين الذين كانوا ينتمون الى كافة طوائف العمل السياسي في مصر من إلقاء الكلمات، وأخذوا يرددون هتافات ضد الجيش لإثارة الفتنة والشقاق بين الجيش والشعب بعد أن انضم إليهم، وفق خطة منسقة، بعض الضباط المفصولين من الجيش، وكانوا يرتدون الزي المدني ثم بعض الضباط الذين كانوا يرتدون زيا عسكريا.
ولفتت إلى أن اللجنة التنسيقية أصدرت لحظتها بيانا فوريا تمت تلاوته مرات فى إذاعة المنصة، أكدت فيه أن العناصر التي اقتحمت المنصة لا تمت الى اللجنة التنسيقية بصلة، وأنها تهدف إلى إثارة الفتنة بين الجيش والشعب وعرقلة محاكمة الرئيس المخلوع وعائلته ورموز نظامه الفاسد. وقد نجحوا في تعطيل المحاكمة ما يقارب ساعة، مما اضطر الثوار الى اجراء المحاكمة رغم وجودهم على المنصة حتى يفوتا عليهم فرصة إفساد اليوم.
وتابعت عندما فشلت مخططاتهم في منع المحاكمة، قاموا بالاعتداء على الداعية صفوت حجازي مما اضطرنا لإنهاء الفعاليات حتى نفوت عليهم الفرصة وأعلنا أننا لا ندعو للاعتصام في الميدان ولا نتبناه ولا نحمي الضباط الذين فروا من وحداتهم العسكرية والتحقوا بالمدنيين لتوريطهم في مواجهة مع الجيش.
وأكدت أن عناصر الثورة المضادة من أزلام الحزب الوطني وعناصر النظام الفاسد لا تزال تسعى بقوة الى إفساد الثورة وفعالياتها ومطالبها واختراق بعض قطاعات الشباب ذوي الحماسة الزائدة لتحقيق ما يريدون من خلالهم.
وشددت على أن العلاقة بين الجيش والشعب خط أحمر لن نسمح لأحد بإفسادها حتى يتم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ويتسلم ممثلو الشعب المنتخبون السلطة ويعود الجيش إلى ثكناته بعدما يؤدي مهمته كحارس مؤتمن على الثورة
lمصدر الخبر
http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=461547